– تقع مدينة إبيار بمركز كفر الزيات شمال غرب طنطا فى محافظة الغربية وتبعد عنها مسافة 14.5 كم ويرجع الاسم إلى دخول العرب مصر حيث ترجموا اسمها القبطى ( `Piar ) الذى يعنى القناة إلى أبيار ” أى عدة آبار ” ( لتشابه النطق بين كلمة ” `Piar ” القبطية وكلمة أبيار العربية ) . ويلاحظ هنا خطأ ترجمة الاسم من القبطية إلى العربية حيث إبيار ( `Piar ) تعنى القناة . وهذا كان الواقع لهذه البلدة حيث أنها كانت جزيرة يحيط بها النهر فإن اسم أبيار الذى ترجم إلى عدة أبيار ( أو جمع كلمة بئر ) يعنى أن البلد تعيش على المياه الجوفية وهذا عكس الحقيقة . وهى من القرى القديمة بمحافظة الغربية وكانت تسمى قديماً المنطقة التى تقع فيها أبيار بجزيرة بنى نصر وكان يحد هذه الجزيرة عدة قرى هى منوف العليا والبندارية وفيشا سليم وقليب أبيار وتنتهى الجزيرة بقرية ببيج . – ولقد وردت إبيار فى معجم البلدان على أنها قرية بجزيرة بنى نصر بين مصر والإسكندرية وفى تحفة الإرشاد إبيار من أعمال جزيرة بنى نصر وكانت مشهورة إبيار بالأسواق وبالقماش الإبيارى . – كانت إبيار من الإيبارشيات القديمة وتوجد إشارات كثيرة لوجود كرسى أسقفى فى إبيار استمر فترة طويلة والآباء الأساقفة الذين ذكروا فى تاريخ الكنيسة لهذه الإيبارشية مذكورين بقسم الآباء الأساقفة المتنيحين . – فمن هذه الإشارات يتضح وجود أسقفية لإبيار فى العصور الوسطى حتى منتصف القرن الرابع عشر ولقد ذكر أبو المكارم 1209 م فى كتابه الكنائس والأديرة فى القرن الثانى عشر أن منطقة إبيار أسقفية وكان يوجد بها ستة كنائس كالآتى : 1- بيعة السيدة العذراء مريم والدة الإله . 2- بيعة فيلوثاؤس الشهيد . 3- بيعة بيلاطس البنطى الذى آمن واستشهد على اسم السيد المسيح على يد طيباريوس قيصر . 4- بيعة مارجرجس عدى عليها البحر . 5- بيعة لأبو مينا بحرى المدينة وبها قلاية للحبساء وسور داير . 6- بيعة للملاك ميخائيل . – ولقد ذكرت هذه الكنائس أيضاً فى كتاب الملحقات فى أسماء الآباء البطاركة فى الكنيسة لأبى المكارم وحالياً لا يوجد سوى كنيسة السيدة العذراء ودير مارمينا الأثرى ويبعد حوالى 2 كم عن قرية إبيار وأيضاً مذبح خاص باسم مارجرجس داخل الكنيسة الأثرية لمارمينا إحياءً للكنيسة التى غرقت قديماً .
نشأة وتطور الدير
مما سبق يتضح أن دير مارمينا الأثرى الشهير بالحبيس كان موجوداً فى أوائل القرن الثانى عشر . بحسب ما ذكر فى مخطوطة ” تاريخ الكنائس والأديرة ” لأبى المكارم ( 1209 م ) إبيار من جزيرة بنى نصر وتعرف قديما بنيقاوس المدينة . بها بيعة لأبو مينا فى بحرى الناحية وبها قلاية الحبساء وعليها صور ( أى سور ) داير .
تطور الدير
– حتى نهاية حبرية الأنبا توماس مطران الغربية والبحيرة والفؤادية وخلفه الأنبا إيساك كان الدير بصورته البسيطة . كنيسة كبرى باسم شفيع الدير الشهيد مارمينا العجائبى . وفى غرب الكنيسة مبنى صغير للضيافة ولإقامة المطران وكان يحيط بالسور القبلى للدير مجموعة من الحجرات يرجح أنها كانت قلالى للحبساء . – واستخدمت فيما بعد لإقامة زوار الدير أثناء الإحتفال السنوى الذى كان يقام لشفيع الدير فى 15 بؤونه الموافق 22 يونيو ( عيد إكتشاف جسده ) و15 هاتور الموافق 24 نوفمبر ( عيد إستشهاده ) من كل عام . وكان الزوار يستغلون منطقة الحقول المحيطة بالدير للإقامة . وكان يقام إحتفالاً كبيراً يستمر لمدة أسبوع وينتهى بعيد شفيع الدير . – ولقد ذكر فى مذكرات المرحوم المهندس حنا يوسف عطا الله شقيق المتنيح البابا كيرلس السادس . أن قداسة البابا تم عماده أثناء هذه الإحتفالات بالدير وهو صغير ونشأت العلاقة القوية بين قداسته وشفيعه مارمينا من خلال هذه الإحتفالات حيث إعتادت الأسرة الحضور من دمنهور فى كل عام للإقامة بالدير والإحتفال بعيد الشهيد العظيم مارمينا العجائبى . – وفى حبرية الأنبا يؤانس أسقف الغربية المتنيح أبطل عمل هذه الإحتفالات لخروجها عن اللائق وطبيعة الإحتفالات الدينية والمسيحية . ولقد قام الأنبا يؤانس المتنيح ببناء بيت خلوة للشباب مكون من أربعة طوابق وأنشأ به كنيسة باسم الملاك ميخائيل ليستفيد بها الخدام أثناء خلواتهم الروحية وأنشأ أيضاً مذبح باسم الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا ومذبح آخر باسم ماربولس الرسول بالدور الثانى بالكنيسة الأثرية .
الدير حالياً
1- فى حبرية نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها أهتم نيافته بتجديد الدير وتجميله وتعميره فاستغل المساحات الموجودة بالدير كحديقة كبيرة كما أقام مجسم مثمن الشكل محاطاً بحديقة مستديرة وسط فناء الدير تشرح حياة القديس مارمينا وإستشهاده بالزجاج المعشق . 2- أقام مشروعات إنتاجية للشباب بالدير مثل ورشة الزجاج المعشق والموزاييك على أعلى مستوى تخدم الكرازة المرقسية بالداخل والخارج . 3- يقوم نيافته حالياً بإنشاء مبنى ضخم كمجمع خدمات به صالات إجتماعات على أحدث مستوى تكنولوجى وحجرات للإقامة على أعلى مستوى وأيضاً مكان لائق بإستقبال المسئولين من قبل الدولة . 4- تقدم نيافته للجهات المسئولة لإستصدار ترخيص لإقامة مبنى للخدمات الإنتاجية يستخدم كمركز تدريب للشباب لتعلم حرفة ( كالنجارة – الكمبيوتر – الزجاج المعشق – دورات لغات ) وغيرها من المشروعات التى تفيد الشباب وتزيد دخله . هذا بالإضافة إلى اللمسات الجمالية كمكان للراحة والتعبد للزوار .
وبفضل هذا الإهتمام يتقاطر الزوار من كل جهة لزيارة هذا المكان وأخذ بركة وشفاعة الشهيد العظيم مارمينا العجائبى .